الأربعاء، 24 أبريل 2019

السرد العربي وصراع الهويات


المشكلة :- من القضايا التي يستعرضها النقد الادبي المعاصر , مسألة الهوية بابعادها كاشكالية وازمة : اختلاف الجنسية او لون البشرة او الطائفة والدين او الجنس وعلاقته بالصراع الاجتماعي , ثم يتم الحديث عن الهويات كونها دوافع عدائية لدى الانسان , ويذهب البعض لرفض اي شكل من اشكال الهويات والتصنيف هو الحل , وهو بذلك يهمش ركيزة عقلية ( معرفة الشيء من خلال خصائصه ) لذلك يكون حله وهميا , نابعا من قدرته على التخيل , وتعميم خياله والبعض يقترح هويات لا تتعلق بخصائص الانسان الاساسية , بل يعتمد على امور فرضت كواقع وصارت من المشهورات , او نتيجة انفعال نفسي ( حب وبغض ) لعلاقة خاصة بين المرء والهوية خاصة , كالانتماء للحدود الجغرافية مثلا والبعض يكتفي بطريقة وصفية للموضوع واطلاق الامنيات

تحليل الطبيعة الانسانية من حيث الفعل : -

حين نرى الانسان نلاحظ ان له خصائص , تكون ناقصة تحتاج الى ان تصل الى كمالها , مثل الاحساس بالجوع والعطش ( نقص ) اما ( الكمال ) يكون بالشبع , او المرض ( نقص ) فتكون الصحة هي ( الكمال ) , فماذا عن باقي الخصائص كالعقل ؟ هل يمكن القول بأن الشبع هو كمالها ؟ , لا لان العقل كاداة تمارس التفكير بهدف الوصول الى امور يجهلها , لذلك يكون العلم / الحق , هو كمالها الفعلي , وهذا ما يجعلنا نستقبح الجهل الغير الاضطراري كمن يضيع عمره في تعلم ما لا ينفع , فمن الواضح ان افعال الانسان تهدف : اما الى حفظ كمال , او طلب كمال ناقص لديه , وبذلك نعرف غاية الانسان الفعلية وفق خصائصه لا وفق حالات التخيل وحالات الانفعال , وونجد طريقة للتفاضل بين البشر وفق ملاحظة كل انسان ومدى تكامله الحقيقي , ولعلك لاحظت مدى احترامك للفقير الجاد في طلب العلم , حين تقارنه بالغني المشغول بالتوافه

لذلك يمكن ملاحظة ان الافعال الانسانية لها ثلاثة اشكال : - - طبيعي : كرمش العين - ارادي : كشرب الماء عند العطش - اختياري : فيها يميز الانسان الكمالات عند التزاحم وايهما اشد , فالحفاظ على اليد من ان تجرح من الكمالات , اما حين تجد من يريد السقوط من على جبل مثلا , يكون جرح يدك يتزاحم مع كمال اشد هو حفظ وجود انسان لذلك تكون هذه الافعال الاختيارية هي الصورة الانصع لتجلي الحقيقة الانسانية , فهي - اي الحالة الاختيارية - يمس الافعال الطبيعية والارادية عند الانسان , فيشرب الماء عند العطش لكن دون تمييز اذا كان هذا الماء ملوثا ام لا , فلماذا لا يكون الفعل الاختياري هو الهوية المطلوبة ومعيار التفاضل ؟ ولماذا لا زال البعض يعتمد على طرائق لتحديد الهوية غير مضمونة الصحة كالانتماء لقطعة جغرافية لا تتعلق بجوهر الانسان وخصائصه , الا من حيث الحالة الانفعالية من التعلق والاعتياد , وبعد ذلك تأتي ترجيح مصلحة المنتمي للقطعة الجغرافية أ على المنتمي على القطعة الجغرافية ب , وتتعمق الهويات المصطنعة على حساب الهوية الجوهرية للانسان
اشكال :-
قد يقول احدهم ما تقوله جيد , لكن كما يبدو ان البشر لديهم نوزاع انانية , وجعل ما هو غير جوهري , بمثابة الجوهري في احكامهم على الاشياء , ولا يريد احد ان يتنازل عن هويته مها كانت وهمية او لا تنسجم مع الخصائص الانسان , بل سيزعمون بأن ما لديهم هو عين ما تطلبه الجواب : -
هنا نحن نحتاج لفهم مسألة مهمة , بأن الانسان بحاجة الى التعلم كي يزيل الجهل , ويحتاج الى التذكر كي يزيل النسيان , فبعد ان يتعلم الانسان غايته الفعلية , هو يحتاج الى التذكر , فالافعال الاختيارية الانسانية تنفعل ولكنها ليست مع المعلومات العامة , بل المعلومات التي صارت مترسخة وحاضرة في نفس الانسان , وهذا الرسوخ والحضور يحتاج لادوات مغايرة لادوات التعلم , مثل الفنون او العقوبات

وقد يرد ان مثل هذه الحلول بطيئة وتدريجية بل فشلت في احيان كثيرة , وهذا صحيح , فالنجاح امر " اختياري " بالنسبة للانسان , وافتراض وجود حلول تتجاهل طبيعة الانسان وخصائصه , هو افتراض وهمي وطلب حياة غير هذه الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق