الاثنين، 26 ديسمبر 2022

من تلقائي إلى متفحص ( في التعامل مع حب الشهرة )

 

النسخة التجريبية الاولى

الهدف من المقالة :هو اعطاء نموذج لاستخدام علم المنطق في قضايا تتعلق بحياتنا اليومية بدلاً من قضايا قد يشعر القارئ العادي بأنها لا تهمه أو معقدة لكثرة مقدماتها . تنقسم المقالة لقسمين : الاول هو القسم التطبيقي
الثاني هو ربط بعض القواعد التي طبقت بكلمات المنطقين وابواب علم المنطق

----------------


فالنتخيل هذه القصة

شاب لديه مشكلة في الكتابة ، مما جعله يعاني في حياته الاجتماعية ، لانه يرى نفسه اقل من الاخرين ، وقد تعرض لحياته لموجات من الاستهزاء والتحقير من اقرانه مع وصف متكرر له بأنه غبي

لم تكن هذه الموجات دائمة في حياته لكنها رسخت في ذهنه ، مما جعل دافعه الاصيل في الحياة هو اثبات لنفسه وللاخرين بأنه ذكي بل عبقري

لاحظ بأن هذا الوصف يطلق عادةً على الادباء ، وقد شاهد في احدى المرات كيف يعامل احد الادباء بحفاوة وتقدير ، فقرر ان يكون اديبا !

ولان رغبته هو الحصول على التقدير الاجتماعي لا اتقان الصنعة الادبية ، ولانه يعاني اصلا من مشاكل في الكتابة من صغره ، قام بانتاج مجموعة من الاعمال الرديئة ، وبدلا من الاعتراف بأن قرارته لم تكن سليمة وقدراته محدودة قام باتهام المجتمع بأنه مجتمع متخلف لا يستطيع ادراك ابداعاته الا بعد قرن من الزمن ، وبسبب هذا الاندفاع لم يسمع لنصح احد او بالاحرى لم يتشجع احد لاخباره بأنه لا يصلح لهذا المجال ، بل قام صاحب دار النشر بتشجيعه على الطباعة المزيد من الكتب وبذلك يكسب صاحب الدار المزيد من المال .

مع هذه الأزمة ينقسم البشر إلى قسمين :

الاول :هو النمط المستسلم لقناعاته

الثاني :هو النمط االمتفحص ، الذي يريد معرفة حقيقة قناعاته

النمط المستسلم لقناعاته : يكفيه ان تكون الفكرة واضحة بذهنه او يرددها جميع الناس او تؤثر بمشاعره حتى يتبانها

النمط المتفحص لقناعاته:  لا يقبل ان تكون افكاره الا صحيحة ويقينية ويعلم ان المشاعر ورأي الاغلبية لا يكفيان ليقينية قناعة ما

 

كلا هذين النمطين سيعاني ، فالمستسلم من حيث تعرضه للفشل أو خداع نفسه او في في شكه وصراعاته الاجتماعية

و المتفحص من حيث تدقيقه الفكري والبحث والتأني

ولكن من الواضح بأن أحدهما سيتفادى أحد أعظم الآلام لدى الانسان اي الشعور بالندم !

 الان فالنفرض بأن الشاب قرر اتخاذ النمط المتفحص عبر استخدام القواعد المنطقية فكيف سيسير في بحثه وما هي القواعد التي سيستخدمها ؟


# مراحل التفحص منطقياً

المرحلة الاولى: ( النية أو تحديد الغاية  )

يريد الشاب التيقن من مدى صحة هذه القاعدة التي جعلها أساسا في سلوكه نحو الأدب . فاليقين هو العلاج الوحيد للشكوك التي تتسرب إلى نفسه كلما تعرض لاحباط وحواطته العراقيل  

أن تحديد الغاية سيساعده في تحديد الوسائل والشروط المحققة للغاية . وبذلك يتميز عنده  الوسائل الخاطئة التي لا توصله للغاية  

فمن يريد اليقين مثلاً لن يكتفي بأسهل طرق المعرفة أي الاكتفاء بالجري خلف مشاعره او طلب رضا من يثق بهم بل سيقبل ما يتطلبه الأمر من مضاعفة الجهد وممارسة التأني  


المرحلة الثانية : ( رصد القاعدة الكلية المراد فحصها )

رأى الشاب بأن مشاعره المتأججة نحو التميز في مجال الأدب تنطلق من قاعدة كلية فقام بكتابتها على ورقة على الشكل التالي :  

كل انسان متميز يحصل على اعجاب الناس

وكل من يحصل على اعجاب الناس يشعر بالسعادة

اذن المتميز شخصية سعيدة

والادباء من زمرة المتميزين (اذن هم سعداء )

فيجب ان اكون اديبا حتى اكون سعيدا

كما نرى أن كتابة القاعدة الكلية المراد تفحصها ، يسهل من عملية التفحص والدقة في ملاحظة عناصر القاعدة وكيف تركبت

لذلك قرر الشاب أيضا تسجيل حجم انفعاله اتجاه هذه القاعدة ، حتى لا تخدعه مشاعره عند التفحص

 

من الواضح ان القواعد الكلية تتركب من الألفاظ

وعلم المنطق لديه ارشادات للتعامل مع الألفاظ نذكر بعضها  :

– الاهتمام بالألفاظ ومعانيها أمر بغاية الخطورة ، فلاحظ مثلاً تأثير التشريعات القانونية على أي مجتمع ، ثم لاحظ بأن هذه التشريعات تصاغ على هيئة ألفاظ ، فأي خطأ في اللفظ قد يؤدي الى كارثة اجتماعية  

- الحذر من المتبادر بسبب الشهرة : مثل لفظ المنطق له معنى عرفي وهو يعني الوضوح ، ومعنى علمي وهي قواعد الفكر للوصول للصواب ، فالبعض حين يركن للمعنى العرفي يزهد في تعلم المنطق ، لأنه يرى بأن المسائل واضحة في ذهنه

- الحذر من الاقتصار على المجمل : مثل ذلك الذي يعتقد أن لفظ " الحياء " يرتبط فقط في المسائل الجنسية ، أو أن الشجاعة هي فقط في استخدام القوة العضلية

- الحذر على الاقتصار على اللفظ : مثلاً لفظ الحرية ، تعد اليوم من الألفاظ المؤثرة في نفوس الناس ، لكنها من المعاني المتأخرة أي هنالك ما سبقها من معاني من خلالها يتحدد ماهو نطاق الحرية مثل القانون ، والقانون أيضا معنى متأخر قد بني بعد الفراغ من البحث عن معنى الحق وهذا المعنى يبحث اساسا في الفلسفة .. ، فمن لا يدرك " سلالة " اللفظ يجعل ما هو متأخر بالرتبة في مقام المعنى الاولي وبذلك يغفل عن المبادئ التي حددتها !

المرحلة الثالثة : ( كيف نشأت عندي هذه الفكرة؟ )

تأمل الشاب بالقاعدة التي صاغها ثم قام يفكر كيف نشأت عندي هذه المعاني فآمنت بها  ؟

فرأى أن المسألة بدأت معه من خلال معاناة شخصية وتذكر ما تعرض له من اصناف السخرية والاستهزاء ثم تسائل هل يصح حقاً جعل الألم الشخصي منطلقاً لتعميم فكرة ما وجعلها قاعدة كلية ؟

علم المنطق هنا يحدثنا عن أمرين :

الأول هي أن العقل يميز بين معنى الكلي/الشامل / المطلق وهذه المعاني يعبر عنها بألفاظ مثل : كل و الجميع ودائماً

في مقابل معنى الجزئي حيث يكون مقيداً ومحدوداً نعبر عنه بلفظ " البعض "

ومن الواضح مدى خطورة تبني الإنسان لكليات معينة ، فهي ستؤثر في مشاعره وسلوكه دوماً


كما أن يعتقد أحدنا أن : " كل غني سيضطهد الفقير "

 فستجعل منه هذه الفكرة دائم الحقد على الأغنياء

أو أن " كل موجود لابد أن يكون محسوساً "
فستجعل منه هذه الفكرة دائم الإنكار لمسائل مثل الرياضيات والوجود الإلهي

أو أن " كل حقيقة نسبية "

 فستجعل منه هذه الفكرة عرضة للإصابة بالوساوس القهرية

أو أن " يجب أن أكون لطيفا دائما "

 فستجعل منه هذه الفكرة معرضة للإهانات و الاستغلال من قبل من لا يستحق اللطف في التعامل معه

ولأهمية هذه المسألة في حياة الإنسان لم يبحث فيها علم المنطق فقط ، بل جعلت ضمن الممارسات المقترحة للعلاج النفسي فقد جاء في كتاب فنيات العلاج المعرفي تأليف روبرت ليهي ص63 : ( صورة )


ولأن عقولنا مليئة بهذه الكليات يخبرنا علم المنطق بأن التفكير المنطقي يجب أن يتحول لدينا لعادة ذهنية


الأمر الثاني الذي يحدثنا عنه علم المنطق :

بأن الذهن في اعتقاداته لا يطلب الدليل في كل المسائل ، بل يعتقد في بعض المسائل دون الحاجة إلى الدليل ، أي التصديق بها يكون تلقائياً

مثل تصديقك بأنك موجود ، لا تحتاج هذه المسألة إلا للانتباه فقط ، فتخيل أن يسألك أحدهم ماهو الدليل على وجودك ؟! فتجيب ببساطة أنا أحس بوجودي ثم يعيد السؤال وما هو دليلك في أنك تحس ؟! وهكذا يستطيع السائل – بكل عبثية - طرح الأسئلة إلى مالا نهاية

لذلك يقول علم المنطق أنه من الخطأ طلب الدليل لكل المعلومات وإلا وقعنا في الجهل المطلق ولتوضيح هذه الفكرة تأمل هذا المثال :

الديموقراطية لا تقوم إلا برأي الأغلبية واداة الكشف عن راي الأغلبية يكون من خلال الانتخابات، التي تحتاج لجهة رقابية لضمان سلامة فرز الأصوات ، ولكن من الذي يضمن أن تكون الجهة الرقابية على الانتخابات أمينة ؟

 ألا يستدعي ذلك ان يكون هناك لجنة أخرى لمراقبة اللجنة المختصة لمرقابة سلامة فرز الأصوات ؟ ولكن من الذي سيضمن أن اللجنة الثانية ستكون نزيه ؟ إذن علينا وضع لجنة ثالثة لرقابة أداء الثانية ، ورابعة لمراقبة أداء الثالثة ، وخامسة لمراقبة أداء الرابعة وهكذا لن تخرج نتيجة الانتخابات أبدا 

أو نقول لهذا الذي يطرح الأسئلة باستمرار هل لك أن توضح سؤالك أكثر ؟ وحين يطرح سؤاله مرة أخرى نقول له  :هل لك ان توضح لنا سؤالك اكثر ؟ هكذا إلى ما لانهاية

وبعد هذا العلاج المنطقي قد تنشأ اشكالية وهي أن كل انسان سيدعي بأن ما يعتقده هو من صنف الاعتقادات التي لا تحتاج لدليل !

وعلم المنطق يجيب على هذا الاشكال عبر التمييز التالي :

بأن المعلومات التي لا تحتاج إلى دليل تنقسم لنوعين :

- النوع الأول : انت تؤمن بصحتها بسبب تلقائيتها ، ولكن هذه التلقائية منشأها متعلقة بشخصك

- النوع الثاني : انت تؤمن بصحتها بسبب تلقائيتها ، ولكن هذه التلقائية منشأها مضمون الموضوع

فالصنف الأول المتعلقة بأحوالك الشخصية هي : " المشهورات – المقبولات – الانفعاليات – الوهميات "

والصنف الثاني المتعلقة بأحوال الموضوع هي : " الاوليات – الحسيات – الوجدانيات – التجريبيات "

فلاحظ مثلا بأن الشاب نشأت لديه قاعدة ( طلب الأدب لأجل التميز والمديح ) جاءت بسبب " ألم " أي بسبب حالة انفعالية ، ومن الواضح ان الانفعالات لا تكون صادقة دائما ولا كاذبة دائما ، أي لا يمكن الركون إليها كي تكون معياراً في انشاء القواعد الكلية

كل ما هنالك أن الاعتقاد الناشئ من المشاعر يكون تلقائياً ، سريعاً ، فنغفل عن تفحص منشأه بسبب وضوحه في الذهن

لذلك يؤكد علم المنطق بضرورة فحص هيئة (صورة) ومنشأ ( المادة ) اي قاعدة


ثم يخبرنا أن الطريق السليم في التفكير يبدأ من الاعتماد على الأوليات . فما هي الاوليات ؟

هي الاحكام التي نشأت عندنا بسبب طبيعة الموضوع وملاحظة ما يتصف به بذاته ونفسه

لا بأمور خارجة عن الموضوع و تعرض عليه

مثل حكمنأ بأن الاثنين عدد ، أو أن الاثنين هي حصيلة الجمع بين 1 + 1 ، فهذه الأوصاف هي متضمنة في الموضوع ولم نفترضها بل انتزعناها  

ويمكن أن يصف احدنا رقم 2 بأنه نحس بسبب عامل ثقافي أو انفعالي ، ومن الواضح أن صفة " النحوسة " عرضت على رقم اثنين وليست من طبيعته ، فلذلك لو فرضنا عدم اتصاف الأثنين بها لم نجد بأن حقيقة الاثنين انتفت

ولكن في حال نفينا صفة العددية عن الأثنين فأن ذلك يوقعنا في التناقض

لأن ماهية أي شيء هي مجموع صفات الذاتية لذلك الشيء  ، فلو فرضنا بأن الصفة الذاتية ليست ضمن الموضوع فقد انتفى الموضوع !

والعلاقة بين الوجود والعدم علاقة تناقض فلا نستطيع جمعها في الحكم على موضوع واحد

هذه الأوليات قد تكون عامة تتعلق بجميع الموضوعات و قد تكون خاصة تتعلق بموضوع معين

مثال من الأوليات العامة التي ذكرناها :

1 – الهوية هي ماهية الشيء وهي عبارة عن مجموع صفات الشيء

2 – صفات الشيء أما ذاتية وأما عرضية ( هي ما وضحناه قبل قليل )

3 – امتناع التناقض (وهو اجتماع النفي والاثبات في نفس الحكم )

4 – المعرفة لا تتسلسل إلى ما لا نهاية ( وهي ما بيناه أيضا من أن علم المنطق يُخطَّأ طلب الدليل على كل مسألة )

الأوليات الخاصة ( تسمى بالعلوم بالمبادئ – مثال على خطأ ):

1 – اولية تتعلق بالاعتقادات : اعتقادتنا قد تكون بأسباب صحيحة وقد تكون بأسباب خاطئة ( لذلك قرر الشاب البحث بالاستعانة بعلم المنطق )

2 - اولية تتعلق بالسلوك : الغاية تحدد الوسيلة المناسبة ( لذلك عرف الشاب بأنه إذا طلب اليقين عليه أن يبذل جهداً أكبر )

3- اولية تتعلق بمصادر الاحكام : المشاعر لا تطابق الواقع بالضرورة ( لذلك لم يركن الشاب لاعتقادته العاطفية )

3 – اولية تتعلق باللغات : الألفاظ تعبر عن المعاني

4 – اولية تتعلق بالرياضيات : الأربعة نصف الثمانية

 

فلاحظ بأن من خلال الأوليات العامة ( 1 و 2 و  3 و 4 ) ندرك بأننا للبحث عن الموضوع هو بحث عن صفاته الذاتية ونحن نعرف مسبقا شيء عن هذه الصفات فمنها يكون المنطلق بهذه الخطوات :

1 - ننطلق من أعم صفات الذاتية للموضوع

2 – من هذه الصفات الذاتية العامة للموضوع ننتقل بشكل متدرج إلى الصفات الذاتية الأخص ، حتى نضمن بأن اي من تصورتنا لم يستخدم فيها مبادئ غير صالحة وولا تكون متناقضة

3 – نسجل ما جمعناه من الصفات الذاتية ، حتى تكون حاضرة في ذهني

4 – نرى من خلال المقارنة مدى سلامة التصورات الحالية بالتصورات المطلوب بحثها  

المرحلة الرابعة : ( تفحص اجزاء القاعدة ومعانيها بالتفصيل)


انطلق الشاب في البحث من القاعدة التي دونها :

كل انسان متميز يحصل على اعجاب الناس

وكل من يحصل على اعجاب الناس يشعر بالسعادة

اذن المتميز شخصية سعيدة

والادباء من زمرة المتميزين (اذن هم سعداء )

فيجب ان اكون اديبا حتى اكون سعيدا

فبما ان اعم ما يعرفه عن القاعدة هي الفاظها قام بتحليل هذه الالفاظ :

 - المتميز

 - الاعجاب

- الأدب

- السعادة


المعنى الاول : المتميز

- ما معنى التميز أصلا ؟

شعر الشاب للوهلة الأولى بصعوبة إدراك هذا المصطلح ولكنه تذكر أولية خاصة تتعلق بالألفاظ وهي أننا يمكن معرفة معانيها من استخدامتها ، فبدأ فيما يعرفه عن هذا اللفظ ، فرأى أن هذا اللفظ يستخدم في وصف نمط من الأفعال التي يفعلها القلة من الناس و تثير أعجاب عامة الناس


فأنتبه أن هذا الأمر يقع أيضا لأشخاص غير الأدباء ، مثل الرياضي ، و الرسام ، والطباخ

فلماذا أستبعد من المتميزين باقي المهن واكتفى بالنظر إلى الأدباء في تطبيقاته ؟ فقاعدته تتضمن: " والادباء من زمرة المتميزين (اذن هم سعداء ) " فهل حدث له ذلك بسبب الغفلة ؟!

وإذا كان الأمر كذلك فما هو الفرق الجوهري مثلاً بين الأديب والرياضي والرسام والطباخ ؟

وهل يصح أن تكون غايات هذه المهن هي نيل مديح الناس ؟

وهل يجب أن نكون جميعنا متميزين ؟

# المعنى الثاني : الاعجاب 

لاحظ الشاب بأن التميز مرتبط عنده بالاعجاب ، و الاعجاب مرتبط عنده في السعادة

فبدأ يفكر بأن الاعجاب صفة شعورية تحدث بالإنسان بعدما يحكم بصحة شيئا ما

فإذا كان كذلك فهل احكام الناس تكون على مستوى واحد ؟ ام أن اعجابه يكون تارةً لأسباب ذاتية وتارةً لأسباب عرضية ؟

فرأى أن الامر ليس كذلك فبعض الناس تنشأ احكامهم بالاعجاب لاسباب عرضية مثل حالة اجتماعية مثل اعجاب الناس لأديب معين لأنه من بلدهم ، والبعض الأخر لأنه صديقهم ، والبعض الأخر بسبب شهرة الأديب أو وسامته وهناك فئة يعجبهم الأديب بسبب نفس المنتج الأدبي

وأن هؤلاء على قسمين : قسم يجيد تقييم العمل الأدبي ، وقسم لا يجيد ذلك  . فالقسم الأول حين يمدح العمل يختلف عن جميع الناس

فلاحظ الشاب بأن عبارة : " وكل من يحصل على اعجاب الناس يشعر بالسعادة " جملة ليست سليمة لأنها تنظر للناس من حيث صفة عرضية وهي "الكم" لا من حيث الكفاءة الادراكية


# المعنى الثالث : الأدب

إذا كان المدح المعتبر من الناس هي من الفئة التي تنجح في تقييم المنتج الأدبي

فما هو الأدب أصلا ؟ تذكر الشاب أولية أن كل سلوك غاية ، فقال لابد للأدب أن يكون له غاية

فرأى أن الأدب هو تعبير لغوي يقوم بتحريك مشاعر لأجل غايات نبيلة

فإذن من الممكن أن هنالك عمل أدبي رديء من حيث تحريك المشاعر أو من حيث غايات العمل

فإذن عبارة : " والادباء من زمرة المتميزين " تحتاج للتخصيص ، وما زاد قناعته في ذلك هو ان قرأ في سير بعض الأدباء ، ولاحظ ان بعضهم يوظف " تميزه الأدبي " في خدمة الانظمة الظالمة وتلميعها

اذن هنالك قيود فنية على الأديب وقيود أخلاقية أيضا ولا يصح الغفلة عنها

# المعنى الرابع : السعادة

بدأ الشاب بتحليل هذه الكلمة ورأى أنها تشكل العامود الفقري في رؤيته ، فهو يريد أن يكون أديباً حتى يكون سعيداً

فما هي السعادة ؟

رأى أنها مشاعر الابتهاج والفرحة . وهنا استوقفه الأمر لأنه لاحظ بأن قراره في أن يكون أديباً ، جاء بسبب موقف انفعالي وهنا يعرف السعادة على انها انفعال ايضا

فبدأ يتسائل من أين جاء بهذا التعريف ؟ ولاحظ أنه أخذه من عموم الناس ، فالجميع يعرف السعادة على أنها كذلك ، فهل يكفي رأي الأغلبية في صياغة تعريف بهذه الخطورة ؟


منطقيا ما يمارسه خاطئ فعلم المنطق يقول : بأن الاحكام التي منشأها المشهورات هي من الاحكام التلقائية المتعلقة في احوال الشخص لا في مضمون الموضوع ..


حاول الشاب العثور على بقية التعريفات لكنه رأى أنها تبحث في الفلسفة وكانت هذه العلوم مما يصعب قراءتها

فكر لأيام ورأى أن البهجة والفرحة هي مشاعر والمشاعر تعود لاسباب اخرى تؤثر في المشاعر فعليه ان يبحث عنها قبل ان يجزم بأن السعادة هي المشاعر ، فكم رأى من تبهجه الأكاذيب ، ومن يسعده ايذاء الأخرين ، لذلك لم تكن المشاعر دوما في صالح الإنسان فكيف يجعل منها قاعدة للانطلاق ؟


المرحلة الخامسة : ( النتيجة )

رأى الشاب بأن القاعدة التي وضعها لنفسه ليست سليمة ولا يصح فيها اليقين وذلك لعدة اعتبارات :

- بعض مفرداتها نشأت من خلال المشاعر والمشاعر لا تضمن الصواب

- بعض مفرداتها نشأت من المشهورات والمشهورات لا تضمن الصواب

- بعض المعاني مقيدة وقد عاملها معاملة المطلقة والجمع بين المقيد والمطلق تناقض


فتوصل بأن يحتاج الى المزيد من الجهد لصياغة قاعدة تحدد سلوكه بعد البحث عن حقيقة الفعل الانساني وحقيقة السعادة

المرحلة السادسة : ( المضادات )

بعدما مارس الكاتب الشاب التفحص ورأى أنه استعجل في قراره في أن يكون أديباً لأجل نيل اعجاب الناس ، فاز أحد أصدقائه الذين يصغرونه سناً ، بجائزة الدولة التشجيعية كأفضل اديب ناشئ

شعر الشاب ببعض الحزن والألم

ثم وجد أن صديقه الفائز قام بكتابة هذه العبارة في وسائل التواصل الاجتماعي : لقد حصلت على الجائزة من تجربتي الأولى بينما هنالك من يحاول لسنوات أن يحصل عليها دون فائدة ! 

انتاب الشاب الضيق والغضب ، لأنه شعر بأنه المقصود من هذا الكلام ،وأن جميع الأصدقاء المشتركين بينه وبين الشاب الفائز قد عرفوا ذلك وهم في حالة هستيرية من الضحك !

فعزم على الدخول مجدداً لمجال الأدب وأنه سيثبت لأمثال هذا ماهو الأدب الحقيقي !

ومع أنه قام سابقاً بعملية تفحص منطقية لقناعاته ، إلا أن ما توصل إليه بدأ يتلاشى في ذهنه لحساب فكرة " الانتقام " !

حاول مجدداً أن يعود لرشده المنطقي دون فائدة ، بل صار يشك بالمنهج المنطقي وبجدوى العقلانية في الحياة ! وبدأ يطرح على نفسه أسئلة أشبهة بالهلوسات : هل أنا موجود حقاً ؟ هل يمكننا التيقن من أي شيء أصلاً ؟ هل حقاً يوجد ما يسمى بالقواعد العقلية أم هي محض كذبة ؟


وبعد أن هدأ قليلاً ، راجع بعض البحوث المنطقية المتعلقة عن الشك ، وأعاد مطالعة الأوليات العامة :

فكان من ضمنها قانون التناقض ورأى أن أحد الأبحاث تشير بأنه علاج فعال مع الشكاكين

لأن من يقول بأن قانون التناقض باطل فهذا يعني بأنه يوافق على نقيض قضيته

فمثلاً حين يقول الشكاك : "بأننا لا نستطيع التيقن من أي شيء " فنقيض هذه المسألة هو القول بأننا نستطيع التيقن من أي شيء !

ثم أن الشكاك لا يستطيع أن يقول بأنه يمارس الشك ولا يمارس الشك في الوقت عينه

ثم أليس ممارسة عملية الشك تتضمن بأن هنالك صوابٌ وخطأ ؟ والعلاقة بين الصواب والخطأ هي علاقة تناقض ؟ كذلك الحال مع سؤال هل أنا موجود أو لا

ثم أليس الشك شيء له ماهية وهذا هو قانون الهوية في علم المنطق ؟

أليس حين أقول هل نستطيع التيقن أم لا هي نفسها القانون المنطقي الذي يقول صفات الشيء أم أن تكون أساسية له ( ذاتية ) أو غير أساسية ( عرضية )؟

اطمئن الشاب بأن هذه القوانين تكوينية حقاً وعاد مجدداً لقراءة بحثه السابق عن قناعته في التميز والسعادة وتذكر بأن الغفلة التي جاءته كانت بسبب المشاعر ( التي تكون أحكامها تلقائية ولكن ليست صادقة بالضرورة) لذلك صار يكرر قراءة بحثه كلما انفعلت مشاعره حتى يحكم عقله

وتعلم بأن المعرفة المنطقية ليست كافية إذا لم تتحول لديه لعادة وجزء من شخصيته


# بعض القواعد المنطقية التي مورست اثناء التفحص :

المرحلة الاولى : ( النية او تحديد الغاية )

- "الغاية " ودورها في تحديد الوسائل للمعرفة:

يبحث في باب صناعات الخمس في علم المنطق

يقول المظفر في كتاب علم المنطق : تقدم في التمهيد لهذا الباب أن القياس بحسب اختلاف المقدمات من حيث المادة وبحسب ما تؤدي اليه من نتائج وبحسب اغراض تأليفها, ينقسم الى البرهان والجدل والخطابة والشعر والمغالطة.

بيان ذلك: إن القياس ـ بحسب اختلاف المقدمات من جهة كونها يقينية أو غير يقينية ـ اما ان يفيد تصديقاً واما تاثيراً آخر غير التصديق من التخيل والعجب ونحوهما. ثم (الأول) اما ان يفيد تصديقا جازما لا يقبل احتمال الخلاف أو تصديقا غير جازم يجوز فيه الخلاف أي (ظنيا). ثم ما يفيد تصديقا جازما اما أن يعتبر فيه ان يكون تأليفه لغرض ان ينتج حقا أم لا. ثم ما يعتبر فيه انتاج الحق اما ان تكون النتيجة حقا واقعا ام لا.

فهذه خمسة أنواع:

1ـ ما يفيد تصديقا جازما وكان المطلوب حقا واقعا, وهو (البرهان) والغرض منه معرفة الحق من جهة ما هو حق واقعا.

2ـ ما يفيد تصديقا جازما, وقد اعتبر فيه ان يكون المطلوب حقا ولكنه ليس بحق واقعا. وهو (المغالطة).

3ـ ما يفيد تصديقا جازما ولكن لم يعتبر فيه أن يكون المطلوب حقا, بل المعتبر فيه عموم الاعتراف أو التسليم, وهو (الجدل). والغرض منه افحام الخصم والزامه.

4ـ ما يفيد تصديقا غير جازم. وهو (الخطابة) والغرض منه اقناع الجمهور.

5ـ ما يفيد غير التصديق من التخيل والتعجب ونحوهما وهو (الشعر) والغرض منه حصول الانفعالات النفسية.

- تعريف اليقين :

يقول الفارابي في كتاب المنطق في الخطابة ص 10 :

والظن واليقين يشتركان في أنهما رأي ، والرأي هو أن يعتقد في الشيء أنه كذا أو ليس كذا . وهو جالنس لهما وهما كالنوعين

والقضايا التي فيها تكون الاراء وبها تكون المخاطبات منها ضرورية ومنها ممكنة

فالضرورية : منها ضرورية على الاطلاق ، ومنها ضرورية في وقت ما ، وقد كانت قبل تلك اوقات ممكنة الوجود واللاوجود ، وهذه تخص باسم الوجودية

واليقين يوجد في الضروريات فقط . ويشبه ان تكون اصناف اليقين بحسب اصناف الضروري ، فيكون منه يقين على الاطلاق ، وما هو يقين في وقت ما ويزول

وليس في الممكن يقين اصلا ولست اعني ان علمنا بالممكن ليس بيقين بل انما اعني انه اذا كان الشيء ممكنا ان يوجد في المستقبل ، وان لا يوجد ، لم يمكن ان يكون لنا فيه يقين انه يوجد ، او لا يوجد وهذا هو ان اعتقادنا وجود ما هو ممكن ان يوجد لا يوجد يقينا اصلا

المرحلة الثانية : ( التحديد اللفظي )

المنطق عند الفارابي ج 2 كتاب الأمكنة المغلطة ( الفصل الثاني : في احصاء الامكنة المغلطة من الالفاظ )


المرحلة الثالثة : ( نشوء الأفكار )

 - باب القياس : يناقش كيف تكون المنطلقات كلية الصورة


- مبدأ أن المعرفة لا تتسلسل :

ابن رشد شرح يرهان ارسطو المقالة الاولى من البرهان ص45

كل تعليم وكل تعلم فطري فانما يكون بمعرفة متقدمة للمتعلم والا لم يمكنه ان يتعلم شيئا .


- باب الجهات : يناقش تقسيم القضايا من حيث هي ضرورية واكثرية ومتساوية واقلية وممتنعة


-  التلقائيات الملازمة للصدق وغير الملازمة للصدق   : منطق الفارابي ص64 : الفصل الثاني : الأشياء التي تعلم منها ما يعلم لا باستدلال ولا بفكر ولا بروية ولا باستنباط ، ومنها ما يعلم بفكر وروية واستنباط . والتي تعلم أو توجد لا بفكر ولا باستدلال اصلاً أربعة أصناف : مقبولات ومشهورات ومحسوسات ومعقولات أول . فالمقبولات هي التي تُقبل عن واحد مرتضى أو تقر مرتضى والمشهورات هي الآراء الذائعة عند جميع الناس أو عند أكثرهم أو عند علمائهم وعقلائهم أو عند أكثر هؤلاء ، من غير أن يخالفهم فيها غيرهم ولا واحد منهم ، مثل إن بر الوالدين واجب وشكر المنعم حسن وكفره قبيح أو المشهور عند أهل كل صناعة أو عند المشهورين بالحذق منهم ، مثل المشهور عند الأطباء أو الحذا منهم . والمحسوسات هي المدركة باحدى الحواس الخمس ، مثل أن زيداً هذا جالس وإن هذا الوقت نهار . والمعقولات الأول هي التي نجد أنفسنا كأنها فطرت على معرفتها منذ أول الأمر وجبلت على اليقين بها ، وعلى العلم بأنها لا يجوز ولا يمكن غيرها أصلا ، من غير أن ندري من أول الأمر كيف حصلت لنا هذه ولا من أين حصلت . وذلك مثل إن كل ثلاثة فهو عدد فرد ، وكل أربعة فهو عدد زوج ، وكل ما هو جزء لشيء فهو أصغر من ذلك الشيء ، وكل جملة فهي أعظم من جزئها ، وكل مقدارين مساووين لمقدار آخر فلذانك المقدران متساويان وأشباه ذلك . وما عدا هذه الأصناف من المعلومات فإنما نعلمه بقياس واستنباط


- التناقض :

 منطق المشرقيين المؤلف لابن سينا ص74 :

فالتناقض هو اختلاف قضيتين بالإيجاب و السلب يلزم منه أن يكون أحدهما صادقا و الآخر كاذبا.

 

الذاتية والعرضية :

 المنطق عند الفارابي ص 65 : الفصل الثالث : الشيء قد يوجد في أمر ما أو به أو عنده أو له أو معه أو عنه إما بالذات وإما بالعرض ، فكونه بالذات هو أن يكون في جوهر الشيء وطباعه أن يوجد في أمر ما أو عنده أو له أو به أو معه أو عنه ، أو يكون ذلك في جوهر الأمر الذي فيه يوجد الشيء أو عنده أو به أو له أو معه أو عنه ، أو يكون ذلك في جوهريهما جميعا . وكونه بالعرض أن لا يكون ذلك ولا في جوهر واحد منهما ولا في طباعه .

 فالذي بالذات مثل الموت التابع للذبح فإنه يوجد عند الذبح بالذات ، ومثل تضعيف الخمسة بالاثنين فإنه يتبعه بالذات وجود العشرة . والذي بالعرض هو مثل أن يبرق برق في موضع ما ويموت ها هنا حيوان عند ذلك ، فإن موافقة الموت لبرق البرق هو بالعرض لا بالذات . فإنه ليس في طبع الموت أن يوجد عند البرق ولا ذلك في طباع البرق . وهذه هي حالة جميع ما يوجد اتفاقاً . والذي بالذت يوجد إما دائماً وإما في أكثر الأمر ، فالدائم مثل تضعيف الخمسة بالعشرة الذي يتبعه دائماً وجود الخمسين والذي في الأكثر مثل وجود الشيب للإنسان عندالشيخوخة وكون البرد في الشتاء وأشباه ذلك

 

المرحلة الرابعة : (تفحص اجزاء القاعدة ومعانيها بالتفصيل )

المعنى الاول : المتميز

نشوء الأسئلة : كتاب الحروف للفارابي الباب الثالث ( حروف السؤال )


يبحث الجنس والنوع والفصل في باب الكليات الخمسة في علم المنطق


النوع ضمن الذاتيات : تجريد المنطق لنصير الدين الطوسي ص 12 : فالكليات الذاتية : جنس أو فصل أو نوع


الكلي :

منطق الفارابي ص75 :  وكلّ معنى يدل عليه لفظ فهو اما كلّي وامّا شخص. والكلّيّ ما شأنه إن يتشابه به اثنان أو أكثر، والشخص ما لا يمكن أن يكون به تشابه بين اثنين أصلا.

وأيضا فإن الكلّى هو ما شأنه إن يحمل على أكثر من واحد، والشخص هو ما ليس من شأنه إن يحمل على أكثر من واحد.

 

المعنى الثالث : الأدب


- العلة الغائية: ارسطو الفلسفة الاولى المقالة الاولى ( الألف الصغرى ) : أن ما لأجله يحدث ما يحدث هو الغاية، وهذه الغاية نفسها لا تحدث لأجل شيء آخر، بل كل الأشياء الأخرى تحدث لأجلها، فهذا يعني أنه إذا كان في البين شيء أخير بهذه الصفة، فلن تكون السلسلة بلا حد، أما إذا لم يكن في البين شيء بهذه الصفة، فلن يكون في البين شيء لأجله يحدث ما يحدث، والذين يذهبون إلى نفي الحد، يتيهون عن طبيعة الكمال (ومع ذلك، إذا لم يكن في البين أي حد لما يجري، فلن يحاول أحد القيام بأي شيء)؛ ولن يكون العقل ضمن الكائنات، ما دام من يسعى لتعقل شيء إنما يقوم بما يقوم به لأجل بلوغ شيء ما، وهذا الشيء هو الأمر الأخير؛ لأن كل غاية عبارة عن أمر أخير.

ليس المقصود من هذه العبارة: " فلماذا أستبعد من المتميزين باقي المهن واكتفى بالنظر إلى الأدباء في تطبيقاته ؟ فقاعدته تتضمن: " والادباء من زمرة المتميزين (اذن هم سعداء ) " فهل حدث له ذلك بسبب الغفلة ؟! " هو المطالبة بالتفصيل في كل اشكال تواصلنا اللغوي ، فالحذف في الكلام من سلوكيات جميع العقلاء وذلك لتوفير الجهد والوقت ولاعتمادك على ذكاء المستمتع فمثلا : حين تسمع صوت طرق الباب ستقول : الباب يا فلان

ولن تقول له يا فلان انا لا اتسطيع فتح الباب فقف على قدميك وحركها خطوة خطوة واذهب الى باب المنزل ولف المفتاح في القفل ثم امسك مقبض الباب وانزله الى الاسفل ! وللحذف ايضا اغراض بلاغية تذكر في باب علم المعاني في علم البلاغة


ومثل هذه الممارسة تلفتنا لباب من ابواب علم المنطق وهو التقدم والتأخر ، يمكن مراجعة تطبيقاتها في مقالتي " الميتافيزيقيا " الموجودة في المدونة


المعنى الرابع : السعادة

نشوء المشاعر وتهذيبها ينقاش ضمن الحكمة العلمية : يقول الفارابي في كتاب المنطق عند الفارابي ج 1 ص 59 : والعلم المدني يشتمل على النظر في السعادة التي هي بالحقيقة سعادة وفيما هو سعادة بالظن لا بالحقيقة وفي الاشياء التي اذا استعملت في المدن عدلت بأهلها عن السعادة . وهذا العلم يُسمى الفلسفة الانسانية و يُسمى العملية ، لانها انما تفحص عن الاشياء التي شأنها ان تعمل بالارادة وتنال بالارادة


المرحلة الخامسة : ( النتيجة )

- المطلق والمقيد :

منطق المشرقيين المؤلف -ابن سينا - ص 48  

 أما وقوع الحمل غير ملخص عند التصور تلخيصا يعصمه من الغلط فيما يبنى عليه فمثل أن يكون من شرط المحمول في حقيقته أو من كمال تحققه أن يقرن به شرط و قد أغفل و ذلك الشرط إما إضافة أو حال ما بالطبع و إما من جهة اختلاف جزء و كل أو زمان أو مكان أو مقارنة كيفية أو حصول مقدر أو فعل و انفعال أو اعتبار قوة و فعل أو اعتبار مقارنة فاعل أو اعتبار مقارنة منفعل مثال ذلك أن زيدا هو أب لا مطلقا و لكل شي‌ء و لكن لعمرو يجب أن تراعى الإضافة إلى ما يعادلها فيكون أبو الابن لا أبو الصبي و كل إنسان ذو رجلين لكن لا مطلقا بل بشرط اقتضاء الطبع أي لو ترك و طبيعته و لم يعارض في ابتداء الخلقة أو بعده بما يمنع موجب طباعه و البيضاني أبيض لا مطلقا و كيف كان بل في ريشه و الأرض ثقيلة جدا لا كل جزء منها و لكن كليتها و الشمس تنضج الثمار و الجرو يعمى لكن في وقت بعينه أو بقدره فإن الجرو قد لا يبصر بعين ما لم تفتح و لا يقال له أعمى ما لم يكن عدمه للإبصار في زمان في مثله يبصر و كذلك قد يقول قوم إن نوعا من الحجارة يحدث عن حك بعضه سحاب ماطر و لكن فيما وراء النهر و الماء قد يبرد إذا لم يكن سخنا و اليبش سم و لكن إذا كان بقدر و الفاجر هو الذي يحب اللذة و لكن بإفراط و الماء قد يحرق و لكن إذا استحال إلى حرارة و كذلك العسل حار و لكن إذا انفعل من طبيعة الإنسان و كل خمر مسكر و لكن بالقوة و الماء قد يجمد و لكن عند البرد كما أن الملح قد يذوب و لكن في النداوة و أيضا فإن الشمس تحل و لكن للشمع و الشمس تعقد و لكن للبيض و من هذا الباب أن تقول إن الطبيب هو الشافي و الخطيب هو المقنع من غير أن تلحق شرط الأكثر.


المرحلة السادسة : ( المضادات ) :


- نشوء المضادات :

المقالة الاولى من كتاب البرهان الفصل الثاني لارسطو : " .. فمن أراد أن يقتني المعرفة من طريق البرهان ، لم يكن ليكفيه في ذلك أن يكون تصديقه بها أزيد فقط من تصديقه بالأمور التي تتبرهن بها ، بل لابج يكون مصدقاً وعارفا بها كذلك دونا عن اي من مقابلاتها التي ينشئ السفسطائيين أدلتهم منها ، ومنها يقع الغلط

اكتساب العادة :

علم الاخلاق الى نيقوماخوس ص 226 لارسطو: "حينذ فالفضائل ليست فينا بفعل الطبع وحده ، وليست فينا كذلك ضد ارادة الطبع ، ولكن الطبع قد جعلنا قابلين لها ، وان العادة لتنميها وتتمها فينا "