الاثنين، 10 ديسمبر 2018

لماذا تكتب هكذا ؟


هذه مجموعة اسئلة دائما تردني على نتاجي الادبي والمسرحي , فاحببت تلخيصها هنا 


س ١ : لماذا تكتب هكذا ؟ تذكر بعض الرموز التي يحتاج المتلقي الى رصيد من الثقافة كي يفسرها ، مما يخسرك المتلقي العادي ، او يساء فهم العمل ، اليس الاجدر بك ان تخاطب اكبر شريحة ممكنة بشكل مفهوم ؟
ج ١ :
اختيار الوسيلة متفرعة على طبيعة الغاية ، التي يدخل فيها النظر الى طبيعة المتلقي
فالمخاطب لو كانت له غاية ايصال معلومة لطفل ، ستختلف وسيلته حين تكون المعلومة لبالغ او لعالم
اذن نحن عن اربعة عناصر :
المتكلم / الكاتب
والمستمع / القارئ
و الغاية
و الوسيلة

اما المتكلم فهو ينظر للعالم بأن له ظاهر وله ما وراء هذا الظاهر
فاذا كان الفعل الدرامي هو محاكاة كما يقول ارسطو ، اذن معاكاة الواقع فنيا سيكون من ظاهر وباطن واللغة الرمزية تحمل هذه الخاصية ، والتناصات ايضا

وبما ان الرمز متكثر المعاني , بأن يحمل اللفظ او العبارة الواحدة اكثر من دلالة , فتكون مساحة اوسع من التفسير بالنسبة لمن لديه مخزون ثقافي ، وسيعثر على متعتين بدل الواحدة ، الاولى في فهم السطح والثانية في اكتشاف الباطن ،
اما المتلقي العادي فسيفهم الظاهر ، اما الباطن فيمكنه البحث والسؤال والحوار وهنا يكون العمل حرضه على المعرفة ، ومن لا يحسن البحث والسؤال والحوار فهو لا يحسن التفكير ومن لا يحسن التفكير الادق تسميته بالمتلقي السيء وليس بالمتلقي العادي ، فهل يفترض للعمل الفني ان يقدم للمتلقي السيء ام السيء ؟

وفقدان هذا التمييزهو ما يوهم بأن رأي الاغلبية هو المعيار في جودة العمل

فالمرتكز بالاذهان اليوم بأن النقد و الفحص يوجه للكاتب دون القارئ ، وهذا الارتكاز ساهم بتقويته الرأسمالية التي غايتها استعمال الفن للربح ، والربح يتطلب استخراج مافي جيوب الناس وهذا لن يكون الا برضاهم ، فصار رضا الجمهور هو الغاية والمعيار وتحول الامر الى ( مشهورات ) ، والفنان الناجح من خلال هذا النموذج هو الشخص المشهور ( الذي تؤثر شهرته بالاجر العالي , وكلما زاد اجره رأى انه وصل لكماله كفنان ) الذي قد يستخدم بعض الممارسات في سبيل الشهرة : كالتهريج , واثارة الجدل , و العري بالنسبة الى النساء
وهكذا يتشكل الوسط الفني على مزاج وذوق الشريحة الاوسع من العوام ولك ان تتخيل المأساة بعدها



س٢ : اذن ماهو غاية الفن ؟
لمعرفة غاية الفن علينا ان نعرف غاية الانسان ، ومعرفة غاية الشيء يمر من خلال معرفة خصائصه ، وحيث ان الانسان يختص بالعقل ، والعقل يطلب الحقيقة ويستكمل نفسه بالحقيقة وبما ان البشر يمتازون ايضا بخاصية انفعالية تختلف من شخص لاخر كما وكيفا ، فغاية الفن ايصال الناس لكمالهم من خلال اداة تؤثر بانفعالاتهم

س٣ : ماذا عن الذي يفهم العمل بغير القصد الذي تريده ؟
النصوص قد تكون امتثالية وقد تكون جمالية
فالامتثالي يشترط الفهم الصحيح , لان عدم الفهم سيعرضه لعقوبة , اذن هو عليه ان "يمتثل " لقصد النص كالنصوص القانونية والتشريعية
اما النصوص الجمالية فهي تستهدف الانفعالات النفسية بالمقام الاول , ولا تعرض المتلقي للعقوبة في حال فهم النص بطريقة لم يقصدها المؤلف بشكل دقيق
لذلك يغلب على النصوص الاولى : المباشرة , الوضوح , الاصطلاحات
ويغلب على الثانية : الايحاء , الغموض ,  المجاز , الاستعارات

لذلك كمية الاستدالات في النص الادبي تكون قليلة , كالظالم سينهزم , الحب سينتصر .. مع بعض الحقائق الجزئية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق