الجمعة، 18 أغسطس 2017

الطريد


2007

ليوم الأول :

كنت أضمر نفسي بعرض الجدار يكفيني رؤية ظلكِ , لهذا كنت صديق المصابيح , و الحق كان بيننا عداء خفي, فهو ينشر نوره عليكِ حاضناً , وأنا أتسمح بما غنمت من شظاياه ,, غنمت الظل وقعنتً يا حلوتي ..
اليوم الثاني :
ألم تكفي مشاكسات القدر بيني وبينكِ ؟ حتى تطاولَ بفصل الكهرباء ؟
لماذا يحسدني ؟
هل يستطيع اتلاف حياة ملايين البشر ويعجز أن يكون عاشقاً لكِ , لذلك يضربني بكل ما أوتي من حسد ؟!
اليوم الثالث :
اتكأ على الحائط وأعد نبضاتي لأعرف الثواني التي هرعت إليكِ أواسي نفسي : ربما تخرج الآن ربما تأتي الآن ربما تلمحني وتشعر الآن .. آة متى سيأتي الـ "الآن " ؟!
اليوم الرابع :
شيء يصلني لكِ ؟ اللغة الانجليزية المستبدة؟! , قد حاولتْ استعماري وصدها قلبي فعاشت سجينة ذاكرتي مكسرة أضلاع .. ها أنا ذا بصمغ القواميس أحاول ألصاقها , فأتورط مع الكلمات , وترتجف العبارات ,, ما أن اشم عطركِ !!
اليوم الخامس :
لا أريد منكِ أي شيء .. فقد ألمحيني وابتسمي !!
اليوم السادس :
يا حلوتي صافحتي يد الباب فذهبت أقبلها وألبسها خواتم أشواقي ...
نهاية الدوام :
سيناريوهات كثيرة وضعتها لأجلكِ .... ينتهي وقت العمل وتغادرين دون أن أدري أي السيناريوهات أفضل
أول الأسبوع :
وأخيراً وأخيراً واخيرأً صافحتها ! عرفتُ اسمها ! سألتني عن اسمي !! أخيرا أخييرا ! ويلاه من ابتسامتها .. دب الربيع في خريف حياتي .. ركلتً الأسى إلى خارج مكتبي أخيراً أخيراً .. ..
وقت الصلاة :
منذ أن تصفحنا وقد خاصمت المياة .. كيف أرضى أن تزيل عطر يداكِ ؟؟!
بغتة الأيام :
المسؤول : استبشر بالخير سنريحك من الحرب !
انا : استريح ؟ بعد كل هذه الطعنات ؟ بعد كل هذه الانتصارات ؟ بعد أن وضعت رايتي بين خصلات شعرها بدل الوردة .. أستريح ؟!
المسؤول : لم أعد أرى فيك شيئاً من كثرة الدماء التي غطت ثيابك .. هل تريد أن تموت ؟!
أنا : موتي الحقيقي بالانسحاب ! أتدري كم لهفة رُميت بالنبال فلاقت حتفها بين عيني ؟ أتدري كم أُسِرَ من أحلامي ؟ أتدري شيئاً عن الحرائق في خيم أمنياتي ؟ أتدري كم مسمارٍ من مسامير الهوى ثقب مشاعري ؟
المسؤول : هذا أمر من الإدارة ستترك جبهة القتال وتعود إلى وطنك ..
أنا : وطني ؟ أي وطن هذا ؟ وطن الماديات ؟ وطن الخداع ؟ وطن الكبت والموت ؟ وطن الواسطات ؟ وطن الجسور المحطمة ؟ وطن المرايا المهشمة ؟ وطن السرقات ؟
المسؤول : وهل لديك وطن غيره ؟!!
أنا : رأيت في عينيها وطني براءتي طفولتي أحلامي آمالي التي وطأتها أرجل الحروب وارهبتها صهيل الهيلوكبترات , وأفزعتها المفاعلات النووية الشامخة , وايأستها صناعة الحتف ....
المسؤول : يالك من خائن ! حرقوه وانصروا وطنكم إن كنتم فاعلين !
أنا : رباه لك الحمد سأموت بجراح التي زرعتها بخناجر عينيها وعطرها المستلقي على كتفي .. !
ثم طردتُ من العمل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق