الجمعة، 18 أغسطس 2017

روح ..


رحموه من قلقه ، وسحبوه قبل ان يسقط في قعر الندم ، فقالوا له : " الكثير لا يستحقون الابوة ولكنك يا سعيد تستحقها ، ومادمت خائفا الى هذا الحد من نطفتك ، فها هو ابنك يتجلى امامك ، وفرصتك الان ان تقنعه ان لا ينزل من هذا العالم لبطن زوجتك .. "

وقبل ان يسمحوا بتجلي الروح ، همسوا بأذنه : لا تخف لن نخبر امه بشيء .. "

ظهر امامه روح ابنه تدريجيا .. ارتعش سعيد ، شعر كأنه اعمى صافح النور وصار يتنفس الالوان ، احس ان الشمس تشرق من صدره ، شمس ناعمة وحنين وفرحة معاق يحرك اطرافه لاول مرة

اكتملت ملامح الروح ، فهمست : ابي ..
ارتعش سعيد برعشة اقوى من الاولى صار يحس بأنه ملحد سمع ميثاق الله من جديد فانفجر بشراينه الايمان واليقين والمعنى

تحرك سعيد بخطوات وقد سبقته دموعه وخيبت اماله ادراكه بأنه عاجز عن العناق

اشار لسعيد احد الاشباح بأن الوقت ينفذ ، فشعر سعيد بتشنج بطنه ، تذكر ما جاء لفعله ، تذكر انه بتابوت من الخوف والقلق

سارع مللما فمه كأنه تلقى لكمة قاسية : بني قبل ان تنزل للدنيا
هل تعرف حقيقتها ؟
- اعرف يا ابي ان انت فيها وامي ..
- فيها الاهوايل يا بني ليتك تعرف كم هلك فيها الناس وكم تمنيت ان اموت .. اخاف عليك ياولدي منها .. اخاف عليك

واجهش بالبكاء
- ماذا حصل فيها كي تخاف الى هذا الحد ؟
- لقد قتلوا سقراط وعبدوا العجل وقطعوا رأس الحسين
- ايجزى الانسان الصابر بعد هذا العذاب ؟

التقط سعيد انفاسه و شرد للحظات بتفكيره وقال : نعم .. يجزى  بالجنة ..

ابتسمت الروح وقالت اذا لم  امسح يا ابي دموعك بالدنيا  سأمسحها لك بالجنة .. فإلى اللقاء

نزلت الروح الى الدنيا وظلت روح سعيد متعلقة بالسماء والجنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق