الأربعاء، 20 يناير 2016

الاقتراب من قبر الشيخ الكرباسي


الاقتراب من قبر الكرباسي ..

هل اقتربت ؟

هكذا قلت لنفسي  ورجلاي تلحن في خطواتها  , بين هذه القبور العجماء الصماء , ظهرت فراشات تشبه الحروف تضيء وتنطفئ كصحراء  خرساء تتعلم لغة ثانية بعيدة عن الصمت ..
هنالك قبرٌ خليط من النشيج والصخور والمعاني .. اقتربت ورأيت  السماء  تطير كحمامة تعلم أنها لن تهبط على الارض

" الطبيعة هنا تتعلم النطق , هل هذا هو قبر .. " هكذا فكرت أن اقول للرجلين اللذين يقفان عند القبر .. وبعكس المعتاد لم ار منهما البكاء  بل قال الاول بحدةٍ
- : انا غاضب كثيرا
الثاني : لست اكثر مني
الاول بعد لحظات : اشعر انك افسدت كل شيء
الثاني  : كل شيء انا افسدته .. ؟!
الاول : كأن كلامي لم يعجبك ؟
لم يرد الثاني
الاول : كيف نسترد الباقي .. ؟

شعرت بأن هذين الرجلين لديهم مشكلة مع صاحب القبر وقد يتطور الامر الى النبش أو البطش

اقتربت وبنيتي كسر هذا الغضب , فباغتني الأول كأنه يعلم بنيتي
- :  نعم نحن نريد هذا الرجل !
وقال الثاني موجها كلامه لي :  هنالك امور كثيرة لم تنتهي , اتظن انها ستنتهي مع مواعظك ؟
وقال الاول منزعجا : لقد كنت بدايته .. لكن جدل هذا –وهو يشير الى الثاني -  أخرنا عن الكثير

كاد الرجل الثاني أن يهجم على الأول .. فقلت صارخاً : اليس لديكما حرمة للميت ؟!

هجم علي الرجل الثاني ومسكني من ثيابي وصار يقول غاصبا : الميت أنت وامثالك .. انظر الى هذا الرجل الا تعرفه أنه ابو الاسود الدؤلي وانظر الي الا تعرفني ؟ " ..

 ثم غابت ملامحه بدمعة رأيت فيها العمائم تسيح والمكتبات يأكلها الجراد و الحويش سيل من الرماد والرب سيحكم بين العباد  , فعرفت أن النياحة ستدوم وأني وصلت لقبر الشيخ محمد جعفر الكرباسي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق